حرب الموساد السرية على الجاليات اللبنانية في معظم القارة الافريقية في انتظار ألغاز «الصندوق الأسود»
بعد أسبوع على سقوط الطائرة الأثيوبية في المياه الإقليمية اللبنانية، تتكثّف الأسئلة حول الحادث، من دون أن يلوح في الأفق ما يشير، من قريب أو بعيد، الى أسبابه الحقيقية. ومع أن العمل الارهابي ليس مستبعداً، فإن فريق التحقيق المتعدّد الجنسيات لم يقدّم أي فرضيّة على الأخرى، وكل ما يمكن الجزم به حتى الآن هو أن سوء الأحوال الجوّيّة لا يكفي وحده لتفسير الكارثة.
«المشاهد السياسي» ـ لندن
> الحادث الذي ذهب ضحيّته ٥٤ لبنانياً أحدث ارتجاجاً قويّاً في لبنان، وترك تداعيات نفسيّة هائلة. وقد كشف، في جملة ما كشفه، حقيقتين كبيرتين: الأولى أن الدولة اللبنانية، بعد أكثر من ستة عقود على قيامها، لا تملك القدرة على مواجهة أي كارثة وطنية. والثانية أن حجم الاغتراب اللبناني في القارة السوداء، والاغتراب الشيعي بصورة خاصّة، كبير جداً، وهو يشكّل قوّة بالغة التأثير في امتداد القارّة السوداء، في مواجهة النفوذ الإسرائيلي المتنامي في القارّة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه فريق التحقيق اجتماعاته في مطار بيروت، بمشاركة ممثّلين عن شركة «بوينغ»، ودائرة سلامة الطيران الأميركي، والخبراء الفرنسيين، وممثّل مكتب التحقيق الفيديرالي الأميركي، بالاضافة الى ممثّلي الحكومة اللبنانية والقضاء اللبناني، يتركّز الاهتمام السياسي والأمني على مدى التعاون القائم بين أثيوبيا وإسرائيل في المجالين الأمني والمخابراتي، والخطط الإسرائيلية لترحيل المغتربين اللبنانيين، أو الحد من نفوذهم في عدد من البلدان الأفريقية، بحجّة أن أعداداً كبيرة منهم تتعاون مع «حزب الله»، أو تقدّم دعماً مادياً ولوجستياً قويّاً للمقاومة في لبنان كما في بلدان الاغتراب الأفريقي.
ومعروف أن أثيوبيا تشكّل قاعدة تنصّت حقيقية على العرب والمسلمين في أفريقيا لمصلحة المخابرات الإسرائيلية، وأن الانتشار اللبناني، المسيحي أولاً ثم الشيعي في المرحلة الأخيرة، مصدر قلق لإسرائيل في معظم البلدان الأفريقية التي يتمتّع فيها اللبنانيون بنفوذ خاص. وقد حظيت أثيوبيا باهتمام إسرائيلي استثنائي لدى واضعي الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا، للأسباب الآتية:
١ ـ الادّعاءات الإسرائيلية المستندة الى الأساطير بأن العلاقة مع أثيوبيا ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد، وهي تزعم بأن إبن النبي سليمان (منليك) من زوجته الملكة بلقيس، هو مؤسّس الحبشة التي كانت تسمّى «ماكدا»، وأن قومية «أمهرا» التي ينتمي إليها الأباطرة الأحباش وآخرهم (هيلاسيلاسي) هي من سلالة سيدنا سليمان.
٢ ـ ما تمتاز به أثيوبيا من غنى في الموارد الطبيعية حيث يجري في أراضيها العديد من الأنهار، بالاضافة الى بحيرة «تانا» العظمى التي تشكّل مخزوناً مائياً هائلاً لنهر النيل.
٣ ـ ما تمتاز به أثيوبيا من غنى في الموارد المعدنية التي تخدم الصناعات الاسرائيلية، وخصوصاً العسكرية منها، بالاضافة الى الذهب والماس والفضّة.
٤ ـ ما تمتاز به أثيوبيا من موقع استراتيجي جغرافي وديمغرافي وسياسي، فبالاضافة الى كونها بلد المقرّ للاتحاد الأفريقي، فهي ذات تأثير في الدول المجاورة خصوصاً أريتريا والصومال. وفي حال السيطرة الإسرائيلية في أثيوبيا، فإن الأمن القومي العربي معرّض لتهديد دائم. ويبلغ عدد سكان أثيوبيا حوالى ٨٢ مليون نسمة، يتوزّعون على مجموعات عرقية وإتنية عدّة، من بينها «الفلاشا مورا» التي تحسب على اليهودية. وهذا التنوّع العرقي والثقافي والديني لعب دوراً أساسياً في وسائل التغلغل الإسرائيلي في أثيوبيا، مستنداً الى إثارة النزاعات ونشر الفوضى وعدم الاستقرار، تمهيداً لفتح الطريق أمام المساعدات الإسرائيلية وتجارة السلاح والسيطرة على الثروات. يؤكّد ذلك ما صرّح به السفير الإسرائيلي في أديس أبابا آرييل كريم، إذ قال: إن إسرائيل ستسعى بقوّة للتصدّي لمحاولات السيطرة على الاقتصاد الأثيوبي، وعلى إسرائيل التي بدأت ببرنامج الأمن الغذائي في أثيوبيا، أن تواصل تأهيل الفنّيين الأثيوبيين ضمن ذلك البرنامج.
ويؤكّد حجم التعاون الاقتصادي الإسرائيلي مع أثيوبيا هذا التوجّه، إذ وصلت الزيادة في قيمة الصادرات الأثيوبية الى إسرائيل بين عامي ١٩٩٣ و١٩٩٨ الى أكثر من ٢٣٠٪، ومن تلك الصادرات القهوة والجلود والحقائب المدرسيّة والأحذية والخضار والفاكهة واللحوم، والحيوانات الحيّة، والقطن والأخشاب والذهب والكوبالت والنفط الأسود والسكر والحبوب. أما الصادرات الإسرائيلية الى أثيوبيا، فقد ازدادت خلال العام ٢٠٠٨ لتصل الى نسبة ٥٠٪، بالاضافة الى تزايد التعاون العسكري. وقد كشفت نشرة المعلومات العسكرية البريطانية أن إسرائيل تقيم علاقات استخباراتية وثيقة مع أثيوبيا، وأن جهاز الموساد الإسرائيلي يدير كادراً كبيراً لجمع المعلومات والاستخبارات في العاصمة أديس أبابا، بالاضافة الى قيامه بنشاطات في جزيرة دهلك الأريترية، أبرزها عدد من مراكز المراقبة وجمع المعلومات عن السعودية واليمن، والسيطرة على البحر الأحمر عبر أثيوبيا وأريتريا. كما تستخدم إسرائيل نفوذها في أثيوبيا للضغط على السودان، وصولاً الى تقسيمه وضمان انفصال جنوبه وغربه.
وللنفوذ الإسرائيلي في أثيوبيا دور في ما يسمّى «الحرب على الارهاب»، بالتعاون مع الولايات المتحدة، باعتبار أن المنطقة، ومن ضمنها السودان وأريتريا والصومال، مؤهّلة لنموّ الحركات الإسلامية الجهادية، والهدف من وراء كل ذلك هو تدمير العلاقات العربية ـ الأفريقية وتهديد الأمن القومي العربي، وعلى وجه الخصوص ما يتعلّق بالسيطرة على البحر الأحمر والتحكّم في مياه نهر النيل.
الانتشار الإسرائيلي
هذه الاعتبارات لا تغيب عن بال المحقّقين اللبنانيين والدوليين الذين يواكبون عملية البحث عن الصندوق الأسود وينتظرون فكّ رموزه، وقد لا تكون غائبة عن الأوساط الأمنيّة الأثيوبية التي تشارك في التحقيق. وإذا كانت وظيفة الصندوق الأسود تسجيل ما يدور في قمرة القيادة من أحاديث واتصالات مع برج المراقبة، ورصد كل التفاصيل المتعلّقة بسير الطائرة والظروف التي ترافق رحلاتها، فإن وظيفة فريق التحقيق الأمني رصد المعطيات السياسية المتّصلة بالحادث، وعنوانها الأول التنسيق الإسرائيلي ـ الأثيوبي في القارّة السوداء، كجزء من الحرب السرّيّة التي تشنّها إسرائيل على من تعتبرهم أعداءها أو منافسيها، وعلى رأسهم المغتربون اللبنانيون. والأغراض الإسرائيلية من التوسّع في أفريقيا متعدّدة، سياسية وأمنيّة واقتصادية واستراتيجية، والدراسات التي أعدّت حولها كثيرة.
نقرأ في دراسة نشرها موقع الجيش اللبناني الإلكتروني، أن الأهداف الإسرائيلية تحمل العناوين الآتية:
< الأهداف السياسية: وتشمل سعي إسرائيل الى الخروج من عزلتها والحصول على المزيد من الشرعية الدولية، وإفشال الجهود العربية التي تسعى لإحكام الحصار حولها. كما تشمل إقامة علاقات ديبلوماسية مع أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية، كمدخل للقيام بنشاطات أخرى اقتصادية وأمنيّة، وكوسيلة لنفي الصورة العنصرية للكيان، من خلال القيام بنشاطات إعلامية وثقافية وتقديم مساعدات متنوّعة، هذا بالاضافة إلى كسب دعم السود في أميركا للمواقف والمطالب الإسرائيلية على الساحة الأميركية. < الأهداف الاقتصادية: وتشمل مجموعة القضايا المتعلّقة بفتح الأسواق الأفريقية أمام المنتجات الإسرائيلية والاستثمارات اليهودية من ناحية، والحصول على المواد الأوّلية وعناصر الطاقة من تلك القارّة من ناحية أخرى، وبالتالي تحقيق ربط اقتصادات بعض الدول الأفريقية برباط من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي. وفي هذا المجال يمكن ملاحظة ما يلي: ١ ـ زيادة الصادرات الإسرائيلية إلى الخارج، وبالتالي زيادة الدخل من العملات الصعبة وتقليل حجم العجز في الميزان التجاري. ٢ ـ فتح الأسواق الأفريقية أمام التكنولوجيا الإسرائيلية، خصوصاً منتجات صناعات الأسلحة الإسرائيلية، مما يتيح توفير إمكانيات أفضل لاستمرار تلك الصناعات وتطويرها وخفض تكلفة إنتاجها، مع تزايد النفوذ الإسرائيلي المنوط بالاتّـجار بها. ٣ ـ الحصول على ما تحتاجه الصناعة الإسرائيلية من المواد الخام من أفريقيا، ولا سيما المعادن النفيسة والمعادن الاستراتيجية، مثل اليورانيوم وخامات الذهب والنحاس بالاضافة إلى النفط والماس. ٤ ـ استغلال الفرص الاستثمارية، ولا سيما في مجال التعدين والصناعة. ٥ ـ كشف مدى العجز العربي عن تقديم المعونات الفنّيّة وإمداد القارة الأفريقية بحاجاتها من البضائع الاستهلاكية المصنّعة وسواها. < الأهداف الأمنيّة: وتشمل مجموعة الأهداف المتعلّقة بمجال الاستخبارات وصناعة الأسلحة والدفاع عن المصالح والمواقع الغربية، خصوصاً الأميركية، وبالتالي ضرب المصالح العربية وإضعاف نفوذ العرب في تلك القارة. ومن أهداف إسرائيل الأمنيّة ما يلي: ١ ـ إيجاد قنوات التعاون وتبادل المعلومات بين الموساد وأجهزة الاستخبارات الأفريقية، وإقامة مراكز اتصال وجمع المعلومات تخصّ الموساد في ما يتعلّق بنشاطات قوى التحرير الأفريقية والعربية. ٢ ـ القيام بالأعمال القذرة لمصلحة أميركا، وتقديم الدعم العسكري لعملائها من منظّمات وأنظمة حكم ديكتاتورية يصعب على الحكومة الأميركية مساعدتها بصورة مباشرة ومكشوفة. ٣ ـ المساهمة في زيادة وتيرة عدم الاستقرار السياسي، وتشجيع الحركات الانفصالية وضرب التوجّهات الوحدوية لمنظّمة الوحدة الأفريقية. ٤ ـ المساهمة في الجهود الرامية لإبقاء القارّة الأفريقية ضمن مناطق النفوذ الأميركية، وتأمين خضوع مواردها وثرواتها للرأسمالية العالمية. ٥ ـ نسف أسس ومقوّمات التضامن العربي الأفريقي، وبالتالي حرمان العرب من أفريقيا كعمق استراتيجي واقتصادي وأمني لمصلحتهم. ويلاحظ أن العلاقات الأفريقية ـ الإسرائيلية شهدت تطوّراً لافتاً، بحيث أقامت تل أبيب علاقات ديبلوماسية مع أكثر من ٤٥ دولة أفريقية، ووسّعت تعاونها الاقتصادي مع عدد كبير منها. ولا شك في أن إسرائيل تستفيد في هذه المجالات من انتشار جالياتها على امتداد دول القارة الأفريقية، ومن أهمها جنوب أفريقيا ونيجيريا وزائير وموزمبيق وأثيوبيا وزيمبابوي. وإذا كانت العلاقات الأفروإسرائيلية قد شهدت العديد من التقلّبات والتغيّرات منذ تأسيس إسرائيل في العام ١٩٤٨، فإنها مع ذلك شهدت استمرارية دائمة مع الكثير منها، وفي نهاية العام ١٩٦٧ كان لإسرائيل علاقات ديبلوماسية مع ٣٢ دولة اعترفت بها رسمياً، وتبادلت الزيارات الرسمية معها. وبعد العام ١٩٧٣ دعمت الدول الأفريقية العالم العربي، ودعت منظّمة الوحدة الأفريقية إلى حظر اقتصادي على إسرائيل. وفي العام ١٩٧٥ استطاعت الكتلة الأفروعربية أن تفرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تم إصداره بالفعل، ويتّهم الصهيونية بأنها نوع من أنواع العنصرية. إلا أن زيارة السادات إلى القدس في العام ١٩٧٧ قلبت الموازين والمعايير وفتحت الباب على مصراعيه أمام تحسين وتطوير العلاقات الأفروإسرائيلية، فاستعادت إسرائيل علاقاتها المقطوعة مع ثماني دول أفريقية بحلول العام ١٩٨٩. وكان لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق ديفيد كمحي دور بارز في هذا المجال. وأكد تقرير الحكومة الإسرائيلية للعام ١٩٩٩ الصادر عن وزارة الخارجية، أنه أصبح لإسرائيل علاقات ديبلوماسية مع ٤٢ دولة أفريقية. وقد أولت إسرائيل اهتماماً خاصاً لتعزيز علاقاتها الثنائية والأمنيّة مع دول شرق أفريقيا، لا سيما أثيوبيا وإريتريا وأوغندا وجيبوتي، من أجل وضع الأمن القومي العربي بعامّة، والأمن القومي المصري بخاصّة، تحت رحمة التهديدات الإسرائيلية. الجدير بالذكر أيضاً أن العلاقات الأفروإسرائيلية شهدت طفرة نوعية منذ توقيع اتفاق أوسلو في العام ١٩٩٣ واتفاق غزّة ـ أريحا أولاً في العام ١٩٩٤، هذا بالاضافة إلى اتفاق وادي عربة مع الأردن في العام نفسه، مما حرّر العديد من الدول الأفريقية حتى الإسلامية منها من القيود السياسية والمعنوية في تعاملها مع الكيان العبري. والشاهد على ذلك موريتانيا التي أقامت علاقات مكشوفة مع إسرائيل، في أوج ممارسة أعمال القمع والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني المنتفض، من قبل حكومة شارون. وبات حجم الحضور الإسرائيلي في أفريقيا ينافس، بل ويتفوّق على الحضور العربي خصوصاً من حيث الكيف، إذ أن الإسرائيليين برعوا في مختلف مجالات التغلغل إلى العمق الأفريقي الأمنيّة والعسكرية والتجارية والزراعية والسياسية، حتى باتوا يتفوّقون أيضاً على الفرنسيين الذين كان لهم حضور استعماري تاريخي في العديد من دول القارة السوداء. وتتقاطع التقارير على أن للموساد دوراً بارزاً في زائير والكونغو والغابون وحتى في تشاد، لكن أثيوبيا تظلّ متقدّمة على سائر الدول الأفريقية على المستوى الاستخباراتي. الفرضية التخريبيّة لماذا أثيوبيا؟ لأن الخطوط الجوّيّة الأثيوبية المملوكة من الدولة تؤمّن ٥٦ وجهة سفر، بما في ذلك ٣٥ وجهة في أفريقيا، وهي بالتالي موقع تنصّت مثالي على اللبنانيين والعرب الذين يقصدون القارّة وينشطون فيها. واستناداً الى العلاقات الوثيقة بين أثيوبيا وإسرائيل، فإن احتمال أن تكون «الموساد» (استناداً الى معلومات دقيقة مستقاة من مصادر الشركة) قد خطّطت لتفجير الطائرة من أجل التخلّص من عدد من قيادات «حزب الله»، كان مقرّراً أن توجد على متنها. في هذا السياق، نقل موقع لبناني إخباري عن خبراء فرنسيين في علم «التوافق الكهرومغناطيسي» في جامعة Angers الفرنسية، أن حادث الطائرة نجم عن انفجار حصل في الجوّ. وبين الشهادات التي سجّلها الموقع شهادة للدكتور علي علاء الدين استبعد فيها كلّيّاً احتمال أن تكون الصواعق والطقس الرديء سبباً للكارثة، لأنه بإمكان الطائرة استيعاب مجموعة الشحنات الكهربائية والمغناطيسية، وقال: «لو كان الخلل ناجماً عن رداءة الطقس، لكان قائد الطائرة استدرك الأمر مع مساعديه وأعاد تصويب مجرى اتجاه الطائرة، أما كونه لم يستطع تحريك ساكن، فهذه دلالة على انفجار لم يعطه الوقت لاستدراك الأمور واستعادة مجرى الطائرة الطبيعي التي تحطّمت في الأجواء». وفي انتظار أن يكشف الصندوق الأسود عن رموز الحادث، خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، يظلّ رصد الظروف الأمنيّة والسياسية التي أحاطت بالكارثة ضرورياً، لأنها يمكن أن تفسّر الجانب الخفي في الانفجار الذي حصل، وهو ليس بالضرورة فعل صاعقة طبيعية >
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق