«نصر الله يحتل البحر»، هو عنوان اختارته صحيفة «معاريف» لتتحدث عن سمكة، خلافاً للأسماك الأخرى، تعتبر سامة وقاتلة، ومن نوع خاص، ما حدا بالإسرائيليين إلى تسميتها «نصر الله»، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وبعدما ذكّرت بالضجة التي أثارتها إسرائيل حول ضبط سفينة «فرانكوب» وهي تحمل أسلحة زعمت أنها لحزب الله، نقلت «معاريف» عن باحثين وعلماء أن هذه السمكة، جميلة المنظر وبريئة الهيئة، ولكن تكفي لسعة واحدة منها لتشل المرء لأسبوعين أو حتى تؤدي إلى موته، مشيرين إلى أن هذا النوع من الأسماك يتكاثر في البحر المتوسط، وأودى في العام 2008 بأعداد من المصطافين على البحر.
أما أسوأ ما في الأمر أنه ليس هناك دواء معروف يمكن أن يعطّل سم هذه السمكة، أو سبيل لتجنب لسعتها.
وأوضح الباحث البحري موتي ماندلسون أن «هذه السمكة جميلة وناعمة، لكنها ليست أقل شرا من نصر الله نفسه. وعندما تجتمع هذه الأسماك سويا في سرب فإنها تغدو حزب الله. فطابعها وحشي وهي من دون ريب تضر بالبحر المتوسط. فلسعة هذه السمكة خطيرة ومؤلمة جدا».
وفي العامين الماضيين، لسع هذا النوع من الأسماك ما لا يقل عن 60 شخصاً. ويبلغ طول السمكة ما بين 10 و17 سنتمترا، وتحدث اللسعة أساسا من زعنفة الظهر وزعنفتي الصدر التي تنقل جميعها السم إلى جسم المصاب.
ويعاني الشخص المصاب آلاما فظيعة وشللا جزئيا أو تاما يستمر لبضعة أيام حتى أسبوعين، وتورما يستمر أسبوعا لمنطقة اللسعة التي تغدو زرقاء. ووفقاً لـ«معاريف» سببت هذه السمكة المعروفة باسم «أم الشوارب السامة» حوادث وفاة.
وقال الخبير في معهد علوم الأحياء في الجامعة العبرية داني جولاني إن سمكة «نصر الله» وصلت إلى شواطئ فلسطين المحتلة عبر قناة السويس في 2001. ثم، على ما يبدو، تعلمت من إسرائيل أساليب الاستيطان، حيث قال جولاني إنه «خلافا لعدد غير قليل من الأسماك الأخرى، أفلحت هذه السمكة في أن تنشئ هنا مستوطنات هائلة وهي تعيش مرحلة انفجار سكاني حقيقي». ويصعب تحديد كميات هذه الأسماك، ولكنها تقدر بالملايين. وعندما تتحرك هذه الأسماك سويا «تتجمع على شكل كرة ملتصقة وتتنقل كجسم واحد خطير ومهدد»، بحسب جولاني، الذي أضاف أن هذه الأسماك تصل إلى الشاطئ إما ميتة أو تحتضر، لكن الدوس عليها يسبب اللسع وبالتالي تسلل السم إلى الجسم.
(«السفير»)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق