الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

من هو العباس عليه السلام؟



ولد سنة(26)ه في الربع من شعبان أبوه علي بن أبي طالب (ع)كتب ألتاريخ عنه بالذهب بطل ألعرب والعجم من بني هاشم إمام معصوم وقائد عظيم آخر الخلفاء ألراشدين .

أمه فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية من ألعرب الأصلاء معروفون بالشجاعة والبطولة والشعر ..أصل عظيم ذاك الذي جعل الأمام علي يوصي أخيه عقيل أن يختار له زوجة بعد وفاة السيدة فاطمة ألزهراء لترعى أبناءه الحسن والحسين وزينب وتلد له أولادا فحولا يكونون عونا لأخوتهم فأختار عقيل لعلي وهو ألمعروف بالنساب فاطمة بنت حزام لعراقة ألنسب والتاريخ لبني كلاب الناصع .

للعباس من أمه وأبيه ثلاث أخوة عبد الله وجعفر عثمان...ولد العباس وسمي في يوم ولادته بالساقي وكان هذا الاسم غير محبب في البدء للسيدة زينب أخت العباس التي حملته لابيها لتبشره بالعباس حتى بين الأمام علي لأبنته ما يكون هذا ألوليد وهذا الاسم ..وهكذا ولد لعلي أبن أسماه ألعباس وكانت العرب تحب أن تسمي أبناءها بأسماء تعبر عن الغضب والشدة والفحولة وهذا ما يعني اسم ألعباس أي ألعبوس والغاضب بوجه الشدائد والخطوب والمحن..ولد للأمام أخ لأبنائه ألحسن والحسين ملازما لأخويه ينهل من أدبهما وشجاعتهما وعلمهما وكرمهما وكان أكثر ملازمته لأخيه ألحسين وكان الإمامين ألحسن والحسين يتشاجران من اجل حمل العباس على عاتقهما وكل واحد يتمنى أن يحمله هو ويلاعبه ..ترعرع في أحضان شريفة مباركة زقت ألعلم من رسول الله و زقوا هم ألعلم لأخيهم ألعباس ..فأبوه أبي تراب وأخواه سيدا شباب أهل ألجنة وأخته ستر ألمخدرات زينب وقدوة ألنساء وبطلة كربلاء ...

في سنواته الأولى بانت عليه ميزات ألحسن والجمال متكامل ألجسم بدت عليه آثار ألشجاعة المكتسبة والأصيلة فهو حامل لجين بني هاشم وبني كلاب ..طويل القامة بعيد مابين ألكتفين مفتول العضل ضخم يركب الفرس المطهم فتخط رجلاه في الأرض حمل السيف وهو غلام عندما جاء إعرابي إلى مسجد الأمام علي ولزيارته أحب الأعرابي أن يهدي له فأخرج من خرجه شيء طويلا ملفوف أزال ألخرق فكانت ألهدية عبارة عن سيف طويل نصيل ثقيل ذات محامل طويلة وفي تلك اللحظات يدخل العباس وكان غلام فأخذ يطيل ألنظر الى ذالك الحسام و نظراته ثارت انتباه الجالسين وتمعنه المستمر بذالك السيف مما جعل الأمام يهدي ذالك ألسيف للعباس والذي لازمه حتى استشهاده سنة (61)للهجرة سمي بأسماء عديدة أولها السقاء وقمر بني هاشم ثم بطل ألعلقمي وكبش الفداء وبطل القنطرة وحامل اللواء العميد حامي ألضعينة وأبو القاسم ..وقيل كان له ابنا يسمى القاسم استشهد في ألطف في ألحملات الأولى لأهل الكوفة .

في طفولته وصباه ركب العباس الخيل ألجو امح وعرف بعناده لترويض أي فرس يصعب تدجينها والركوب عليها فكان يلف يدية على رقبة ألفرس فتغيير به وتصول وتجول وتنثر الغبار وتترك الآثار وتبتعد عن الأنظار وتفر منها ألناس وذالك الغلام ألعلوي متشبث برقبتها وممسك بها حتى تعود الى هدوئها بعد أن أعياها التعب والناس يترقبون عودته وظهوره والفرس من خلف تلال وهضاب ألصحراء ليبشر الناس وتهلل ألنساء وتكبر الرجال لذالك ألغلام وهو لما يتجاوز التاسعة من عمره بعد.. وفي هذا ألعمر كان يتقلد ذالك ألسيف الهدية بعد ان يقصر الإمام محامله ..لم يلعب مع الأطفال اللذين في عمره قط فلقد كان يفوقهم بالقوة والذكاء والجسم وحسن التدبير وجمال الكلام وحفظه للقرآن بعد أن اشتد عوده أصبح كالحارس لأخوته وكان لايجلس معهم احتراما بل أن مجلسه كان عند عتبة المجلس.. جلوسه القرفصاء متأهب لسؤال أخوته وطلبهم منه فكان يقرأ الإشارة والأيماءه والحركة من أخوته وخاصة الحسن والحسين فإذا طلبوا منه شيا يفهمه من إشارتهم وإيماءاتهم فيهرول لتلبية ذالك الطلب وكانت تلك من علامات الذكاء...

اشترك في المعارك التي حدثت في خلافة أبيه وكان احد إبطال معركة صفين وهو أول المبارزين في المعركة وكان من ألمعروف عند العرب وقبل بدأ المعركة يطلب من ألفريقين المبارزة وإخراج إبطالهم فالانتصار في تلك المبارزات يعني رفع الروح المعنوية للفريق ألمنتصر وكسر الروح القتالية للفريق الخاسر في المبارزة..

وفي معركة صفين طلب معاوية من الأمام علي خروج أبطاله للمبارزة أختار الأمام ولده ألعباس وهو شاب وطلب منه عدم إظهار وجهه ولا يعلن اسمه لقوم معاوية خشية ان يرفض من المبارز الأخر وخرج من جانب فريق معاوية أحد أولاد ابي الشعناء وكان فارس معروف آنذاك هو وابنائة فقتل العباس ابنه فخرج ابنه الثاني والثالث والعباس يجندله بسرعة حتى قيل ان الضربة التي يوجهها له لم يلحظها لسرعتها وهو على هذه الحال حتى خرج له ابي الشعناء وكان عابسا غاضبا يرتجز طالبا بثأر أبناءه وقف أمام ذالك ألفارس الملثم وطلب منه معرفة اسمه فلم يجيبه العباس وكرر سؤاله مرات والعباس لم ينتسب ولم يميط اللثام وهنا قال أبي ألشعناء لم أبارزك حتى تجيبني بنسبك وترفع اللثام عن وجهك والقوم منتبهون صامتون كأن على رؤوسهم الطير والأعناق مشرئبة من الطرفين لمعرفة الفارس الملثم والذي يأبا ألانتساب وإزالة أللثام ...وعند هذا ألحد أرسل الأمام علي ابنه محمد ابن الحنفية الى أخيه ألعباس ليرفع اللثام ويجيب ألرجل وعرف عن اسمه ونسبه ورفع لثامه وأرتجز حتى صاح ابي ألشنعاء صيحة سمعها ألقوم في ساحة ألمعركة وهو يقول (ياويلي)طفل يبترني ويقلع أبنائي( والله لأثكل امك وابكي ابيك عليك) فشد عليه ابي الشنعاء وكان غضبه واضحا عليه فاستغل العباس حالته تلك وهوج تصرفه فاستخدم هدوءه ومكر القتال فأسقطه عن جواده بجواده بسرعة وعاجله بضربة علوية واحدة اطار من رأس ابي الشنعاء الجزء العلوي فترنح الرجل وسقط تحت أرجل فرسه ..

وقيل ان تلك المبارزة كانت لها الوقع الكبير في انتصار الأمام علي في معركة صفين بعد ان زرعت الرعب في قلوب القوم وذاع صيت ألعباس وأصبح حديث الرجال والنساء ومؤنس الناس في ليالي الشتاء ..

أما في واقعة ألنهروان والتي على أثرها سمي العباس باسم (بطل ألقنطرة او بطل ألكنطرة) ( وكبش الفداء) أمر الأمام علي قادته بوضع مجموعة من الفوارس الأقوياء على حافة احد الأنهار وفي المكان الذي كان ضيقا خشية ان يعبر العداء الى قلب ألمعركة وتتغير معادلة القوى بين ألفريقين وكانت هذه خطة الأمام علي لكسب المعركة لكثرة عدد العدو على عدد جنوده ومقاتلي الأمام وكان من بين الفرسان ألواقفين على ألنهر العباس بن علي واحتدمت ألمعركة في ميمنتها وميسرتها والقلب فصاح احد الرجال أن القوم قد عبروا ألنهر فرد عليه ألأمام هل قتل ألعباس فرد علية ألرجل كلا فقال الأمام له إذن لم يعبروا وكرر الرجل صيحته فرد عليه الأمام هل قتل ألعباس فقال ألرجل لا ياأمير المؤمنين فأجاب الأمام علي وبصوت مرتفع قاتلوا ولا تنظروا لقول هذا الرجل ألمنافق( ما يعبر أحد النهر وابن علي مازال على جواده) وكان يقصد الأمام ألعباس وكانت محاولات ألعبور على أشدها لمد ألعدو بالرجال والعدد والعباس يتصدى للقوم بثبات أبيه وشجاعته فكان ما مر به أحد من الأعداء الا مسحه بسيفه او بعجه بعجا ولما انتهت الواقعة توجه الأمام الى ذالك النهر ومعه بعض قادته فوجد الأمام العباس ممتطيا جواده الأطهم يكاد لا يعرف من كثر الدماء على جسمه وأثار الطعنات وثقوب النبال والرماح على بدنه ..وازدادت شهرة ذالك البطل ألهاشمي حتى أصبح حلم فتيات ألعرب لتلد منه السباع وتفتخر بشجاعته التي امتلئت منها أفاق ألصحراء.



قصة مولده:

وينقل أن علي بن أبي طالب قال لأخيه عقيل بن أبي طالب وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: « ابغِني امرأة وقد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فلإتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه لي...س في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس، فتزوجها علي عليه السلام... وأول ما ولدت العباس عليه السلام ... »[1].

وقد ذُكر عن أم العباس : « وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقَرْي الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر منهم جماعة بالنبل والبسالة »[2].

ولد العباس سنة 26هـ واستشهد في سنة 61هـ وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها مع أبيه أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال.[1].



سيرته:

يقول السيّد عبد الرزاق المقرّم: « هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب ؟ قمر الهاشميين »[3].

كما يقول أيضاً: « وقد ظهرت في ...أبي الفضل (العباس) الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين »[4].

وروي عن جعفر الصادق "كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السّلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً"[1].

وروي أيضا عن علي زين العابدين : « رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه »

وقد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه والأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلامية كمقتل عثمان بن عفان، ثم بيعة أبيه والنكث بها من قبل البعض، ثم معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان.



ألقابه:

من ألقابه (ع):[5].

السقّاء
قمر بني هاشم
...بطل العلقمي
سبع الغضنفر
سبع القنطره
جيدوم السرية أي (مقدام السرية)
حامل اللواء
كبش الكتيبة
العميد
حامي الظعينة
باب الحوائج
بأبي الفضل
أبي القربة
أبي القاسم



في كربلاء:


كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.

و لما طلب الإمام الحسين من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال: " ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً."

...ومن أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية.

كما أجاب العباس الشمرَ (وهو بعض أخواله): لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟!

ومن شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى... »."[1].

واشتهر بالسقاء لأنه استشهد وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت ع في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعو كفيه ومزقوا القربة.


أستشهاده:

عند استشهاده تروي المصادر أن الحسين وقف عند رأس أخيه وقال "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي" وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حي...ث قال العباس :"أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك " [1]. وبقي الحسين بن علي سلام الله عليه ورأس أخيه العباس في حجره حتى فاضت روحه في اليوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة النبوية مفضوخ الرأس بعمد من حديد مفقوع العين بسهم ذي ثلاث شعب مقطوع الكفين.

مقامه:
ودُفنَ- حين دُفنت أجساد أهل البيت- في نفس ذلك الموضع. ولهذا السبب نلاحظ اليوم وجود هذه المسافة الفاصلة بين مرقد العباس ومرقد الحسين عليهما السلام.
مكانته والمعالم البارزة لشخصيته:

إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل:
" السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . ."(مفاتيح الجنان)، وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله . و قد وصف الإمام السجاد عليه السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي بالشكل التالي: "رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وأنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"(سفينة البحار155:2) جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة على لسان الإمام المهدي عليه السلام، وسلّم عليه كالآتي: "السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له الواقي، الساعي إليه بمائه،

زيارته:-

السلام عليك يا أبا الفضل العباس يا ابن أمير المؤمنين
السلام عليك يا ابن سيد الوصيين,السلام عليك يا ابن أول القوم إسلاما وأقدمهم
إيمانا,وأقومهم بدين الله وأحوطهم على الإسلام,أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ
المواسي ,فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك,ولعن الله أمة إستحلت منك المحارم وانتهكت حرمة
الإسلام,فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر ,والأخ المدافع عن أخيه,المجيب إلى طاعة ربه الراغب فيما
زهد فيه غيره من الثواب الجزيل,والثناء الجميل,وألحقك الله بدرجة آبائك في جنات النعيم,اللهم إني تعرضت لزيارة
أوليائك رغبة في ثوابك,ورجاء لمغفرتك,وجزيل إحسانك,فأسألك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين,وأن تجعل رزقي بهم
دارا وعيشي بهم قارا,وزيارتي بهم مقبولة,وحياتي بهم طيبة وأدرجني إدراج المكرمين واجعلني ممن ينقلب من زيارة مشاهد أحبائك
مفلحا منجحا قد استوجب غفران الذنوب وستر العيوب وكشف الكروب أنك أهل التقوى وأهل المغفرة

قول في حق ابي الفضل عليه السلام

800x.


ساقيَ الطف وقــــد جئِنا عُطاشى للعزاء
بعيــــــــــــون ٍ كللـَتها عَبراتٌ من ولاء
نَنثــُرُ الآهاتِ في حزن ٍ على غير ِ حياء
أنسُنا في الدمعتين ***** أو بــِـرَدِ الزفرتين

سيدي فاقبل فدتك النفسُ ما جئنا إليه
أنتَ بابُ الله ما رَدّ الـــــذي مَدّ يديه
ولنا فيك رجــــــــــــاءٌ دَلَنا اللهُ عليه
يا كريم الراحتين ***** رُدَ هولَ الكفنين


إنما الإيثارُتاجٌ قد عـــلا كلَ الصفات
وتجلى بأبي الفضل ِعلى شطِ الفرات
يوم أن قال له النهرُ ببـــــرد الكلمات
هاك ماءَ الضفتين ***** قالَ لا والحسنيـــَن


شابَه العباسُ بالإيثار ِ مــــولى المتقين
وهما من علـَّما الناسَ فِعَالَ المُخلـِصين
من مبيت ٍ دونَ طه أو سقاءٍ مــن مَعِين
أوضحا في صورتيــَن ***** غاية ً للمورديَـن


فعليٌ باتَ في ليل ِ الرَدى دونَ الرســـول
وصفوف ُ الموت ِ تدنو بانتظام ٍ للوصول
حدثٌ نالَ من الرحمن ِ آيــــــــاتِ القبول
فاستحق الشرفيــَن***** بامتدادِ العالميـــَن


كم وكم رد المناياعن حياض ِ المصطفى
وكماهارون مــــــــــن موسى إليه وُصِفا
كان من بين ِ الملا حقاًأخاه وكـــــــــــفى
وهماكالأبوين ***** لمحبي الحسنين


وأبو طالب ِفــــــي الإيثارِ كالبدرِ المنير
قد فدى المختارَ في كــــــل ِصغيرٍوكبير
فرماه الشركُ أصنافَ الأذىطولَ المسير
وهو راسيالقدميَن ***** دونَ فخر ِ الثقليــَن


وعلى منهاج ِ إيثارٍ مضــــــــــت أم ُالأمير
وهي أمطارُ حنان ٍ في حمى الهادي البشير
فنمت أزهارُه في محضر ِ اللطف ِ الكبـــير
هي روحُ الرحمتين***** هي أمُ الرفعتيــَن


وعلى عين خـُــــطاها قـــــــــــدَما أم ِ البنين
حضنت نسلَ الهدى في راحتي عطف ٍ ولين
فتنامت صورة ُ الإيثار في كــــــــــل السنين
حفظت أم الحسيــَن ***** فاستقرت كل عيَن

أسرة ٌ ذابتمع المختار ِ في يوم ِ العطاء
وفروعٌ همُها تجسيدُ مفــــــــــهوم ِ الوفاء
هكذا العباسُ إذ كــــــــانَ حصادَ النجباء
سلسلٌ من نبعتين ***** وارث ٌ للشرفيــَن


.

مشهده:

للعباس بن علي مشهد كبير في مدينة كربلاء بجوار مشهد الحسين تعلوه قبة ذهبية، وتحث المصادر الشيعية على زيارة قبره وأن زيارته مستحبة مع زيارة أخيه الحسين.

كما ويوجد في لبنان، في بلدة النبي شيت (ع)- البقاعية (بلدة الشهيد السيد عباس الموسوي ...رضوان الله عليه)، يوجد مزار موجود منذ القدم في هذه البلدة ويسمى المزار (مزار أبو الفضل العباس)كما ويوجد ضريح في هذا المزار، ويقال أنه أثناء السبي من كربلاء إلى الشام قد مروا من بلدة النبي شيت وقبلها من بعلبك حيث وجود حاليا مقام وضريح السيدة خولة ع بنت الحسين ع التي استشهدت على الطريق مع عمتها زينب الحبيبة ع وهم في طريقهم إلى الشام ومعها كفيين العباس ع.




علة تسميته بـ سبع القنطرة:

يكنّى أبو الفضل و يلقّب بالسقّاء و قمر بني هاشم، و باب الحوائج و سبع القنطرة و كافل زينب و بطل الشريعة.

كثير من الأخوة يتسائل عن معنى (سبع القنطرة) وبعضهم يظن أن المقصود بسبع القنطرة هي ( سبع كربلاء او المعركة او سا...حة الميدان او ..أو ..)

أولاً معنى القنطرة:

فسر علماء اللغة معنى كلمة "قنطرة" بأنها جسر أو معبر يعبر الناس عليه

سبع القنطرة

روي لما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في واقعة النهروان (جرت بين الإمام علي (ع) والخوارج في سنة 37 هـ)

ودخل وقت الصلاة فقال آتوني بماء فقعد يتوضأ فاقبل فارس وقال قد عبر القوم (اي الخوارج)

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما عبروا ولا يعبرونه ولا يفلت منهم إلا دون العشرة ولا يقتل منكم إلا دون العشرة والله ما كذبت ولا كُذبت

فتعجب الناس وكان معه رجل وهو في شك في أمره فقال إن صح ما قال فلا احتياج إلى دليل غيره فبينما هم كذلك إذ أقبل فارس فقال يا أمير المؤمنين القوم على ما ذكرت لم يعبروا (القنطرة) فصلى بالناس الظهر وأمرهم بالمسير إليهم وهم دون القنطرة.

ثم حمل واختلطوا فلم يكن إلا ساعة حتى قتلوا بأجمعهم وكانوا أربعة آلاف وقيل أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وضع على القنطرة جماعة من الفوارس وفيهم قمر الهاشميين ولده العباس (عليه السلام)

فلما جاء القوم ليعبروا منعوهم وظهرت في ذلك اليوم شجاعة وبسالة للعباس أبهرت الناس بحيث ما مر به أحد من القوم إلا ومسحه بالسيف مسحاً أو بعجه بعجا،

أروع ما قاله الشعراء في العباس:

ولا زالت شعراء أهل البيت باللغة الدارجة في الرثاء والمديح تذكر موقفه هذا وتذكر شجاعته وبسالته فيه وتصفه (بسبع القنطرة).

جزء من القصيدة الخالدة (قصيده جدا ررائعه اتمنى ان تقرأها)

(وجه الصباح)

حتى إذا اشتبك النزال وصرحت … صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش أمية … من باسل هو في الوقائع معلم
ماراعهم إلا تفحم ضيغم … غيران يعجم لفظه ويدمدم
عبست وجوه القوم خوف الـموت والـ… ــــعباس فيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص في الـ…ـأوساط يحصد الرؤوس ويحطم
وثنى أبو الفضل الفوارس نكصا … فرأوا أشد ثباتهم أن يهزموا
ما كر ذو بأس له متقدما … إلا وفر ورأسه المتقدم
صبغ الخيول برمحها حتى غدا … سيان أشقر لونها والأدهم
ما شد غضبانا على ملومة … إلا وحل بها البلاء المبرم
بطل تورث من أبيه شجاعة … فيها أنوف بني الضلاة ترغم
يلقي السلاح بشدة من بأسه … فالبيض تثلم والرماح تحطم
عرف المواعظ لاتفيد بمعشر … صموا عن النبأ العظميم كما عموا
فانصاع يخطب بالجماجم والكلى … فالسيف ينشر والمثقف ينظم
أو تشتكي العطش الفواطم عنده … وبصدر صعدته الفرات المفعم
لو سد ذو القرنين دون ورده … نسفته همته بما هو أعظم
ولو استقى نهر المجرة لارتقى … وطويل ذابلها إليها سلم
حامي الظعينة أين منه ربيعة … أم أين من عليا أبيه مكدم
في كفه اليسرى السقاء يقله … وبكفه اليمنى الحسام المخدم
مثل السحابة للفواطم صوبه … ويصيب حاصبة العدو فيرجم
بطل إذا ركب المطهم خلته … جبلا أشم يخف فيه مطهم
قسما بصارمه الصقيل وإنني … بغير صاعقة السماء لا أقسم
لولا القضا لمحا الوجود بسيفه … والله يقضي مايشاء ويحكم


الــــســـلام عـــلـــيـــكَ يـــــا قــــرة عـــيـــن (( أم الـــبـــنـــيـــن))


الــــســـلام عـــلـــيـــكَ يـــــا شـــبــــل (( أمــيـــر الــمــؤمــنــين))


الــــســــلام عـــلــيـــكَ يـــا عـــــضــــد أخـــيــكَ (( الــحــســيــن ))


الــــســــلام عـــلـــيــكَ يـــا كــــفـــيـــل زيــــنــب حـــبـــيـــبــة الحسين


الــــســـــلام عـــلـــيــك يـــا مــن بـــكـــفـــيــكَ تــشـــفـــع لـــنـــا
(( ســيــدة نـــســـاء الــعالــمـــيــن))


يـــــــــا كـــــــــــاشــــف الـــكـــرب عــــن وجــــه أخـــيـــكَ الـــحـــســـيـــن ، اكـــشـــف كـــربـــي وكـــروب ســائـــر المـــؤمـــنـــيـــن ..


يـــــــــا كــــــــفــــــيــــل الــــحــــــرة (( بــــطــــلــــة كـــــربـــلاء )) ...


تـــــــكــــفـــّــــــل قــــضــــاء حــــوائـــجـــي وحـــوائـــج الـــمـــؤمـــنـــيـــن ...


يــــــــا ســــيـــدي ومـــولاي يــــــا أبـــــــا الفــــــضــــل ...
يـــــا قـــطـــيـــع الـــكـــفــــيـــّــن


.اقــــضــي حــــــوائـــــجـــنــــا بـــحـــق أمــــــكَ أم الــــبــــنــــــيــــن .
.
بـــــــحـــق الــعـــقـــيـــلـــة زيـــنـــب .. بـحـــق أخــــيـــكَ
الــــحـــســــيـــن ..


بــــحــــق الـــزهــــــراء والـــحـــسن وأبيــــك أمـــيـــر الـــمـــؤمـــنـــيـــن


.


فسلام عليك يا أبا الفضل العبّاس و على إخوتك عبدالله و جعفر و عثمان يوم وُلدتم، و يوم استشهدتم مظلومين محتسبين، و يوم تبعثون

.


سهل الله لنا في الدنــــيـــا زيــــــارتـــكَ مع أخـــيـــكَ الــحـــســيـــن .. وأبـــيـــك أمــيــر المـــؤمــنـــيــن
وفي الآخرة شـــفـــــاعـــتــكـــم أجـــمـــعـــيــن


مصادر المحتوى:
^ أ ب ت ث ج أعيان الشيعة السيد محسن الأميني7:924
^ العباس بن علي عليهما السلام -باقر شريف القرشي - دار الكتاب الإسلامي
^ العباس بن أمير المؤمنين - عبد الرزاق المقرم - قم ص 28
^ نفس المصدر السابق
...^ العباس بن علي -باقر شريف القرشي - دار الكتاب الإسلامي

ليست هناك تعليقات: