عندما يقرأ الانسان زيارة عاشوراء يشعر بأنه يحلق في فضاء ملكوتي, ويصعد في سماء رحمة الله ويرى الفيوضات الالهية تجري اليه من كل صوب ومن هذه الناحية يعتبر كبار رجال الدين زيارة عاشوراء أحسن وأفضل وسيلة للتقرب الى الله لقضاء الحوائج ويؤكدون ويوصون بزيارة عاشوراء والتوسل بها لقضاء المشاكل وحلّها والشاهد على هذا الكلام هو مجموعة من القصص التي سنتطرق لها من خلال هذا الموضوع..
وهذه الحالات هي قطرة من بحر لا يتناهى, وأمثلة قصيرة من السائرين الى حريم الولاية, والذين نوّروا قلوبهم بضياء زيارة عاشوراء.
نعم أن زيارة عاشوراء هي مجموعة من الدروس العقائدية السياسية والفكرية ولها من الامتيازات الخاصة التي قلما يجدها الزائر في الزيارات الاخرى وهذه نماذج منها:
1. انها من الاحاديث القدسية:
ان الظاهر من رواية صفوان بن مهران أن جبرائيل الأمين تلقى هذه الزيارة عن الله جلّ وعلا وسلسلة اسنادها عن الامام الصادق عن ابائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرائيل وعن الله جل جلاله.
2. انها مضمونة لقارئها:
قال الامام الصادق عليه السلام لصفوان: تقرأ هذه الزيارة والدعاء وواظب عليها, فانّي اضمن لقارئها عدة اشياء منها:
1. زيارة مقبولة.
2. سلامه واصل غير حجوب.
3. سعيه مشكور.
4. يقضي الله حاجته ولم يرجع مأيوساً من رحمة الله
قال الامام الصادق عليه السلام: يا صفوان اني ضمنت هذه الزيارة على هذه الضمان من ابي و وأبي عن أبيه علي بن الحسين, وهو عن الحسين, والحسين عن أخيه الحسن, والحسن عن أبيه أمير المؤمنين علي عليهم السلام, وأمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله, ورسول الله عن جبرائيل وجبرائيل عن الله تعالى.
كا منهم ضمن هذه الزيارة بهذا الضمان نقلاً عن الله تعالى و وقد قسم الله عز وجل بذات قدسه: كل من زار الحسين عليه السلام عن قرب أو بعد, ويدعوا بهذا الدعاء, أقبل زيارتهو واستجيب دعائه, وألبي دعوته واعطيه مراده اي شيء كان.
فلا يعود من بابي مأيوساً ومتضرراً وابشره بقضاء حاجته نيله الجنة والخلاص من العذاب واتقبل شفاعته في حق أي شخص كان... (مصباح الشيخ الطوسي, بحار الأنوار ج98/300 ط بيروت).
نعم هكذا يجب أن تكون زيارة الامام الحسين عليه السلام التي ورد عنهم عليهم السلام بانها تعدل زيارة الله في عرشه.
3. زيارة عاشوراء لها دروس تعليمية خاصة:
مع الأسف فان الشيء الذي يواجه اهتماما قليلاً هو محتوى هذه الزيارة الى حد يقتنعون بظاهر كلماتها وغافلين عن التوجه الى روحها.
مع ان زيارة عاشوراء لها دروس تربوية عميقة اليكم بعضها:
1. ان الامام ابا الأحرار عليه السلام قد وصل الى مقام ومكان من العبادة بحيث كنّي ب "أبي عبد الله ".
2. ان الامام الحسين هو ابن رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين. وهذا أمر مهم قد اسس عليه مسائل وأحكام دينية ومن ذلك تجد شدة غضب حكام الجور على هذه المسألة.
3. ان مصيبة الامام الحسين عليه السلام هي من أعظم المصائب.
4. وجوب التبري واللعن على كل من أسس أساس الظلم.
فبالجملة: ان زيارة عاشوراء تشتمل على أمور اصولية تعين المرء على أن يخطو على طريق الحق حتى يصل الى الحقيقة ويثبت عندها.
ان زيارة عاشوراء هي أمتحان ومعيار لتميز الاصل والطيب من غيره, واسست للتنفر من اعداء اهل البيت من الراس الى الساق, ومن اولهم الى آخرهم.
ومن هذه الناحية نجد اعداء اهل البيت عليهم السلام قد وضعوا اساسا لهم في محاربة زيارة عاشوراء واهلها, ولهذا ترى محاصرتهم ومحاربتهم لامثال الشيخ الطوسي قدس الله نفسه.
4. انها ذات منافع دنيوية وأخروية:
قال الامام الصادق عليه السلام: يا صفوان كلما كانت لك حاجة عند الله توجه إليه تبارك وتعالى بقرائة هذه الزيارة والدعاء بعدها في أي مكان كنت واطلب حاجتك فان الله لا يخلف وعده .
نعم كل من كانت له حاجة أو أمر مهم فان حوائجه وطلباته ستقضى بقرائة زيارة عاشوراء لمدة أربعين يوماً والتجربة خير دليل لمن أراد ان يقف على هذه الحقيقة والقصص والحكايات التي سنذكرها شواهد صدق على هذه التجربة.
5- اتخاد كبار العلماء ورجال الدين زيارة عاشوراء ذكراً وورداً لهم:
لقد كان لقدسية زيارة عاشوراء وآثارها وبركاتها أثرا كبيرا في أن يتخدها العلماء وكبار رجال الدين ذكرا وورداً لهم ويتوسلون بها الى الله في مصاعبهم ومشاكلهم.
6- الحكايات والمكاشفات تخبر عن عظمة زيارة عاشوراء وتأثيرها في قضاء الحوائج:
الحكايات والمكاشفات والرؤيا الصادقة التي تثبت حكم المكاشفة الحقيقية لهذه الزيارة وخصائصها العظيمة ومنافعها الجليلة - كثير جداً....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق